اتفاقية تاريخية: هل تفتح باكستان مظلتها النووية أمام السعودية؟
اتفاقية الدفاع الباكستانية السعودية تمثل نقطة تحول في المشهد الجيوسياسي الإقليمي، حيث تبحث الرياض عن "ردع استراتيجي" في مواجهة تهديدات متعددة، بينما تحصل إسلام أباد على دعم اقتصادي وسياسي يعزز مكانتها كفاعل إقليمي رئيسي.

أعلن وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف أن بلاده مستعدة لجعل ترسانتها النووية “متاحة” للمملكة العربية السعودية إذا استدعت الضرورة، وذلك وفقًا لاتفاق دفاعي استراتيجي أبرم بين البلدين قبل يومين. جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية على قناة “جيو تي في”، مما يعد أول إقرار صريح من نوعه يربط القدرات النووية الباكستانية بالأمن الخليجي.
تفاصيل التصريح والاتفاقية:
-
أوضح آصف أن القدرة النووية الباكستانية “متطورة ومدعومة بقوات مدربة”، مشيرًا إلى أن “ما نملكه من قدرات سيكون متاحًا وفقًا للاتفاق”.
-
في الوقت نفسه، نقلت “رويترز” عنه تأكيده أن الأسلحة النووية “ليست على رادار الاتفاقية” مباشرة، لكنه لم يستبعد توسيع نطاق التعاون ليشمل دول الخليج الأخرى.
-
شدد الوزير على أن الاتفاقية “ليست عدوانية”، لكنها ستنشط في حال تعرض أي من الطرفين لتهديد مباشر.
سياق الاستراتيجية الإقليمية:
-
يأتي هذا الاتفاق في وقت تشعر فيه دول عربية، وعلى رأسها السعودية، بتهديد متزايد من إسرائيل (القوة النووية الضمنية في المنطقة) وإيران (التي تسعى لامتلاك سلاح نووي).
-
يعكس الاتفاق تحولًا في الاستراتيجية الأمنية الخليجية، حيث بدأت الدول العربية بالبحث عن بدائل للضمانات الأمنية التقليدية التي توفرها الولايات المتحدة.
-
وفقًا لتحليلات مختصة، تجمع الاتفاقية بين “أموال السعودية والجيش الباكستاني العملاق المسلح نوويًا”، مما يضع إسلام أباد في قلب معادلة الأمن بالشرق الأوسط.
ردود الفعل والتداعيات المحتملة:
-
لم تُكشف التفاصيل الكاملة للاتفاقية، مما أثار تكهنات حول مدى شمولية البعد النووي.
-
قال مسؤول سعودي رفيع: “هذه اتفاقية دفاعية شاملة تشمل جميع الوسائل العسكرية”، دون تأكيد أو نفي صريح بشأن الجانب النووي.
-
من المتوقع أن تثير هذه الخطوة مخاوف في كل من:
-
إسرائيل: التي تراقب عن كثب أي تغيير في التوازن الاستراتيجي.
-
الهند: الخصم التقليدي لباكستان، والتي أعلنت أنها “ستدرس تداعيات هذا التطور على أمنها القومي”.
-
إيران: التي تسعى بدورها لتعزيز نفوذها النووي والإقليمي.
-
خلفية عن القدرات النووية الباكستانية:
-
باكستان هي الدولة المسلمة الوحيدة التي تمتلك سلاحًا نوويًا، وهي تدير ترسانة صاروخية قادرة نظريًا على ضرب أهداف في عمق الهند — وحتى إسرائيل.
-
يُذكر أن باكستان طورت صواريخ باليستية بعيدة المدى، على الرغم من نفيها الرسمي لإمكانية استخدامها خارج نطاق جنوب آسيا.
تأثير اقتصادي واستراتيجي:
-
يعزز هذا التحالف التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث شكر رئيس الوزراء الباكستاني ولي العهد السعودي على “توسيع الاستثمارات والعلاقات التجارية”.
-
قد يسهم الدعم السعودي المالي في تعزيز ميزانية الدفاع الباكستانية، التي تواجه منافسة شرسة مع الهند التي تفوقها إنفاقًا بسبعة أضعاف.