
يشكل إدمان المقامرة الإلكترونية، واحدا من أحدث التحديات التي تواجه المجتمعات العربية والمسلمة، ما جعل مختصين يدقون ناقوس الخطر ويحذّرون من العواقب الوخيمة لوجود نوع جديد يشبه الكازينوهات داخل المنازل، قد يقود للإفلاس أو الانتحار.
وتشهد ألعاب المقامرة الإلكترونية التي حظرتها بعض الدول الغربية، انتشارا ملحوظا، وتطورا كبير حيث يقبل ملايين الأشخاص عبر العالم على “كازينوهات الإنترنت” وتجربة مجموعة واسعة من ألعاب الرياضة و البوكر، الروليت، بلاك جاك، بوكيس، وغيرها.
على الرغم من أن ألعاب القمار عبر الإنترنت ليست حديثة العهد، بل تعود إلى نحو 20 عاماً في بعض الدول العربية، إلا أن السنوات الأخيرة تشهد إقبالا واسعا على مئات التطبيقات والمواقع، لا سيما تلك المعنيّة بالمراهنات الرياضية.
في مقابل ذلك ازدادت الحوادث والإشكالات المتعلقة بها، حيث تطالعنا الأخبار يوميا عن تورّط مراهقين وقصّر بمراهنات كبيرة، حوّلتهم إلى مجرمين، سارقين، مفلسين، كما قادت بعضهم إلى حتفه بعد تراكم الديون، الأمر الذي يراه مختصون مشابها للقمار التقليدي الذي يلعب في كازينوهات خاصة.
ويبرر البعض دخولهم إلى عالم المراهنات الإلكترونية بالفضول لتجربة الحصول على الأموال بطرق سهلة، خاصة في ظل الأوضاع الإقتصادية الصعبة، في وقت يرى مختصون نفسانيون أن الإدمان على هذه الألعاب يشكل مهربا للكثيرين من الأزمات التي يعيشونها.
الأوقاف المصرية حذرت من القمار الإلكتروني
وفي شهر نوفمبر الماضي حذرت وزارة الأوقاف المصرية من القمار الإلكتروني واستفحاله في المجتمعات، وأخذه أشكالًا مستحدثة أكثر خطورة فى العالم الافتراضي.
وقالت وزارة الأوقاف، إنه نظرًا للخطر الكبير الذي يمثله القمار بصفة عامة، وخاصة القمار الإلكتروني على الأفراد والمجتمعات، فإن الله عز وجل حرم القمار تحريمًا شديدًا واعتبره رجس من عمل الشيطان، كما جاء في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَـمْرُ وَالْـمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
وأضافت الأوقاف المصرية أنه على الرغم من معرفة الناس بأضرار القمار التقليدي وابتعادهم عنه، فإن القمار الإلكتروني بدأ يأخذ أشكالًا مستحدثة في العالم الافتراضي، مثل المراهنات الإلكترونية والألعاب التي تعتمد على المخاطرة، وهذا النوع من القمار لا يقل خطرًا في تأثيره السلبي المدمر على حياة الأفراد، إذ يقود إلى الإفلاس، والديون، وضغوط نفسية، قد تصل ببعضهم إلى الانتحار.
وأشارت إلى أن القمار الإلكتروني يشكل خطورة متزايدة في زمننا الحالي، حيث يتسلل إلى حياة الكثيرين بشكل خفي عبر الإنترنت والأجهزة الذكية، ويتخذ أشكالًا متنوعة تخدع الناس وتستدرجهم للوقوع في فخه، فبعض الألعاب الإلكترونية تصمم على أسس المراهنة والمخاطرة، ما يجعل اللاعبين يشعرون أنهم قد يحصلون على مكاسب سريعة بجهد قليل، وهو ما يدفع البعض إلى صرف مبالغ مالية كبيرة، ظنًّا منهم أن النجاح قريب، وهذا الإغراء يخفي وراءه خسائر فادحة، حيث ينتهي الأمر بالبعض غارقين في الديون، ومهددين بضياع ممتلكاتهم وأموالهم.
كما أن القمار الإلكتروني يستهوي فئة الشباب بشكل خاص، ويخدعهم بتزيين فكرة الثراء السريع والسهل، مما يؤدي إلى إفساد عقولهم وتعطيل حياتهم العملية والدراسية، ومن نماذج الألعاب والتطبيقات التي ينبغي الحذر منها لعبة الكونكير، ولعبة افياتور ، وتطبيقات المراهنات الإلكترونية بوجه عام.