الغارديان تكشف تفاصيل تجسس الإمارات على آلاء الصديق.. بعد 3 أشهر على وفاتها
بعد 3 أشهر على وفاتها، كشف تحقيق لهواتف الناشطة الإماراتية الراحلة آلاء الصديق أنها تعرضت للمراقبة والتنصت من حكومة على علاقة مع شركة أن أس أو غروب الإسرائيلية. في إشارةٍ واضحة الى الإمارات التي اشترت برنامج التجسس بيغاسوس الإسرائيلي
اختراق هاتف آلاء الصديق بدأ وهي في قطر
وأشار الباحثون في “سيتزن لاب” بجامعة تورنتو والذي يقوم بمتابعة البرمجيات الخبيثة ضد الصحافيين والناشطين أن حملة الرقابة واختراق هاتف آلاء الصديق بدأت عام 2015 عندما عاشت في قطر واستمرت حتى 2020 بعد انتقالها إلى لندن.
وفي عام 2020 عندما اكتشفت الصديق اختراق هاتفها، تحدثت في مقابلة مع لورا بويتراس، المخرجة والباحثة في “فورنيسك أركيتكتشر” وهي مجموعة في لندن درست “NSO”.
واستخدمت الصديق في تلك المكالمة اسما مستعارا. وشاركت المجموعة اللقاء مع صحيفة “الغارديان” بعد حصولها على إذن من أحد أقاربها.
وفي المقابلة تحدثت الناشطة الهادئة عن بحثها الذي يشمل على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان ضد المعتقلين في دول الخليج، وأن عملها هذا كان سببا في جعلها هدفا، على ما يبدو.
وقالت “هذه موضوعات حساسة للتحدث عن بلدي، ويعتبرونها جريمة ضد الحكومة”. وكانت معنية بالقدر الأكبر ألا تكشف عن هوية الأشخاص الذين وثقوا بها وساعدوها في بحثها. وقالت متحدثة عن مصادرها “في هذه الحالة، فخرق كهذا لا يمكن تغييره ولا أستطيع حمايتهم”.
الإمارات تختار آلاء الصديق كهدف رقابة محتمل
وتم اختيار رقمي هاتف للصديق في قاعدة البيانات الضخمة التي تقع في قلب “مشروع بيغاسوس” واحتوى على أرقام أفراد اعتبرتهم حكومات اشترت البرنامج من NSO أهدافا يمكن مراقبتها.
وتشير البيانات أن الإمارات العربية المتحدة التي تعتبر من زبائن NSO منذ عام 2015 اختارت الصديق كهدف رقابة محتمل.
وأظهر تحليل لـ”فورينسك أركيتكتشر” المجموعة التي درست حالة الصديق أن مشاكلها مع السلطات في الإمارات بدأت بعد أشهر من اعتقال والدها محمد الصديق في عام 2012 بعدما شارك في التوقيع على عريضة تطالب بالديمقراطية. وكان عمرها 24 عاما عندما غادرت الإمارات إلى قطر.
وفي حزيران/يونيو 2015 تحولت آلاء الصديق إلى مركز خلاف دبلوماسي بين الإمارات وقطر، حيث طالبت أبو ظبي بترحيلها إلى بلادها، لكن الدوحة رفضت.
وغادرت آلاء قطر بعدما جردت من جنسيتها الإماراتية إلى بريطانيا، وتمت مهاجمتها من وقت لأخر على منصات التواصل ووصفت بالإرهابية لتعبيرها عن مواقف داعمة للربيع العربي.
وقام سيتزن لاب بوضع نظام رصد لهاتف الصديق، وبعد أشهر في ذلك الصيف، تم اختراق هاتفها من حكومة تستخدم برنامج التجسس بيغاسوس.
وقال ماركزاك “كانت هناك محاولات حثيثة لاستهداف عدد من الأجهزة التي تستخدمها ولديها أرقام بريطانية.. وكانوا يحاولون اختراقها 24/7” أي طوال الوقت. و “كانت في حالة من الذهول وهذا أمر مفهوم ولم تكن تريد تسريب حكومة الإمارات صور عائلتها، وكان هذا هو مصدر قلقها”.
ومع بداية القرصنة بدأ ستيزن لاب عملية تحليل بأثر رجعي لهواتفها. ووجد دليلا على وجود برمجية التجسس الخبيثة بيغاسوس على هاتف لها يعود إلى 2015. وهو ما يجعل الصديق أول هدف للتنصت من خلال بيغاسوس.
وتعرض هاتفها البريطاني عام 2019 لخمس عمليات اختراق ناجحة، حيث استمر البعض منها لعدة أيام. ولم ترد الإمارات على أسئلة الصحيفة حول استخدام بيغاسوس للتنصت على هواتف للصديق، وتم إرسال الطلب والأسئلة لسفارة أبو ظبي في واشنطن.
المصدر: وطن سرب