الصحةتقارير

حساسية الربيع.. مواطنون يعانون وأطباء يكشفون أسبابها وطرق التعامل معها والعلاج

مع كل بداية لفصل الربيع، تعود معاناة شريحة واسعة من الناس بسبب مشكلة الحساسية الموسمية، التي تزداد حدتها مع تقلبات الجو وانتشار غبار الطلع والعوالق الأخرى.

ورغم شيوع هذه الحالة الصحية وانتشارها الواسع، إلا أن قلة الوعي بأساليب الوقاية وطرق التعامل الصحيح معها بين العامة يؤدي إلى تفاقم الأعراض، وقد يتسبب في مضاعفات صحية تتحول مع الوقت إلى أمراض تنفسية مستعصية.

تشهد الفترة الحالية ارتفاعًا ملحوظًا في حالات التهاب الحنجرة، والتي تترافق مع نوبات سعال شديد تزداد حدتها خلال ساعات الليل وفي الصباح الباكر مع انخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ظهور أعراض أخرى مثل الحمى وبحة الصوت، إلى جانب سيلان الأنف. وتُعزى هذه الأعراض في الغالب إلى التهاب الأحبال الصوتية الناجم عن التقلبات الجوية المفاجئة وموجة الحساسية الربيعية المبكرة هذا العام، وهو ما لاحظته المراكز الصحية والعيادات الطبية، وخاصة تلك المتخصصة في طب الأطفال، نظرًا لكونهم الفئة الأكثر تأثرًا بهذه التغيرات المناخية بسبب ضعف جهازهم المناعي وقابليتهم للإصابة بالحساسية الموسمية

ويبدأ موسم الحساسية عادة مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث تتسبب الأشجار المزهرة والنباتات البرية في إطلاق كميات كبيرة من حبوب اللقاح، الأمر الذي يخلف ردود فعل تحسسية لدى البعض خاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي، أبرز أعراضها تتمثل في سيلان الأنف، دمع العينين، نوبات العطاس، السعال، الحكة، وضيق التنفس، ويرى مختصون وأطباء أن هذه الأعراض وإن بدت بسيطة للبعض، إلا أنها تشكل مصدر إزعاج حقيقي للمصابين، مع دعوتهم إلى إتباع خطوات الوقاية وعدم إهمال العلاج في الحالات الشديدة،

وفي سياق نفسه أكد المختص في الصحة العمومية أحمد فتحي، أن حساسية الربيع باتت من المشاكل الصحية الموسمية الشائعة التي تزداد حدتها مع بداية هذا الفصل خاصة للمصابين بأمراض تنفسية مزمنة.

وأوضح فتحي أن حساسية الربيع تتمثل في رد فعل تحسسي طبيعي يصيب الجهاز المناعي عند التعرض لمسببات مثل حبوب اللقاح، وتظهر أعراضها في شكل عطس متكرر، سيلان في الأنف، حكة في العينين، وضيق في التنفس، وهي أعراض قد تؤثر على النشاط اليومي للمصاب طيلة هذا الفصل.

ولتجنب هذه الأعراض المزعجة، أكد فتحي على أهمية اتباع إجراءات الوقاية الأساسية، وذلك بالامتناع عن الخروج خلال أوقات ذروة انتشار حبوب اللقاح وخاصة في الصباح الباكر، مع تجنب المناطق المليئة بالأشجار والنباتات المزهرة. كما أوصى باستخدام الكمامات الواقية في الأيام التي تشهد عواصف ترابية، مشدداً على ضرورة اللجوء للعلاج الطبي في الحالات المتقدمة لتجنب أي مضاعفات صحية محتملة.

وأشار فتحي إلى بعض العلاجات المنزلية المساعدة، موضحاً أن شرب كميات كافية من السوائل واعتماد نظام غذائي صحي غني بالفيتامينات يمكن أن يعزز مناعة الجسم ويخفف من حدة الأعراض. وأضاف أن هذه النوعية من الأمراض يمكن التحكم فيها بسهولة عبر الالتزام بتعليمات وقائية بسيطة لكنها فعالة، مع التركيز على تجنب المثيرات والعوامل التي تفاقم المشكلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى