المغربتقاريرمجتمع

عندما يصبح الوصول إلى الوطن محفوفا بالمخاطر.. شبان جزائريون في مواجهة جنود بلادهم في السعيدية على الحدود المغربية

الجزائر.. العودة إلى الوطن أصبحت جريمة يعاقب عليها بالرصاص

في حادثة تكشف مدى انفصال العسكر الجزائري عن واقع المواطن، كاد ثلاثة شبان جزائريين يدفعون حياتهم ثمناً لمحاولتهم العودة إلى وطنهم بعد فشلهم في الهجرة غير الشرعية إلى إسبانيا عبر المغرب.

اللافت في الأمر أن الخطر لم يأتِ من البحر أو من ظروف الطقس القاسية، بل من بنادق جنود بلادهم الذين ظنوهم “مغاربة متسللين”، وكادوا يفتحون النار عليهم لولا تدخل جندي مغربي أنقذهم من رصاص أشقائهم!

تفاصيل الحادثة:
قرر ثلاثة جزائريين، بعد فشلهم في الوصول إلى إسبانيا عبر السعيدية المغربية، العودة إلى الجزائر سباحةً. لكن عند اقترابهم من المياه الإقليمية الجزائرية، تم استقبالهم ببنادق مصوبة من قبل جنود الجيش الجزائري، الذين ظنوهم متسللين مغاربة.

لو لا تدخل جندي مغربي نبه الجنود الجزائريين إلى هوية الشبان، لتحولت الحادثة إلى مأساة بشرية جديدة تُضاف إلى سجل “عسكر الكابرانات”.

الحادثة تطرح أسئلة محرجة: كيف يُخطئ الجيش في تمييز هوية مواطنيه؟ ولماذا يتم التعامل مع الحدود وكأنها جبهة حرب دائمة، حتى ضد العائدين إلى أرض الوطن؟ الأكثر إثارة للصدمة هو أن البحرية الجزائرية لم تتدخل إلا بعد أن قامت الوقاية المدنية المغربية بإسعاف الشبان، مما يؤكد أن الإنقاذ جاء من حيث لم يكن متوقعاً!

المواطن في نظر العسكر: تهديد دائم
الحكومة الجزائرية تروج دائماً لخطاب “الوطن المعادي المحاط بالأعداء”، لكن الواقع يفصح عن شيء آخر: العسكر يرى في المواطن نفسه تهديداً يجب احتواؤه. هذه ليست المرة الأولى التي يُستخدم فيها العنف المفرط ضد المدنيين على الحدود، لكنها المرة الأولى التي يكشف فيها تدخل جندي مغربي عن مدى الاستهتار بحياة الجزائريين.

الحادثة ليست مجرد “خطأ ميداني”، بل هي نتاج عقيدة عسكرية تعامل الشعب كعدو داخلي. بينما يجبر الفقر واليأس الشباب على المغامرة بحياتهم، يزيد العسكر من معاناتهم برصاصه العشوائي. السؤال الأكبر: كم عدد الضحايا الذين سقطوا دون أن ينتبه أحد؟ وكم جزائرياً اضطُر لأن يُنقَذ من رصاص جيشه بواسطة جندي من “البلد الجار”؟ في الجزائر، حتى العودة إلى الوطن أصبحت جريمة يعاقب عليها بالرصاص!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى