الحرب تشتعل بين الجيش السوداني والدعم السريع واستهداف مواقع حساسة وسقوط مدنيين
اندلعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، على وقْع التجاذبات السياسية بينهما التي تطحن بالبلاد.
واحتدمت الخلافات بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، على إثر إقدام الأخيرة على الدفع بنحو عشرات الآليات العسكرية. وذلك على تخوم قاعدة عسكرية هناك، وهو ما اعتبره الجيش السوداني تحرّكاً غير قانوني يتوجّب العدول عنه.
وقالت تقارير إعلامية، صياح اليوم السبت، بسماع إطلاق النار في العاصمة الخرطوم.
وأكدت التقارير، إنّ إطلاق نار سمع قرب مقر للدعم السريع في الخرطوم، بالتزامن مع انتشار العديد من المقاطع واللقطات المصورة التي أظهرت انتشاراً لآليات عسكرية مختلفة في العاصمة.
وسُمع دويّ إطلاق نار كثيف داخل محيط قاعدة مروي الجوية العسكرية شمال للبلاد، وسْط مناشدات للمواطنين بالبقاء في منازلهم والابتعاد عن أسطح المنازل والتصوير.
وقال شهود عيان إنّ هناك أصوات إطلاق نار كثيفة جنوب الخرطوم، كما أفادوا بتحرك دبابات باتجاه منطقة المدينة الرياضية جنوبي البلاد، وهي المنطقة التي تجري فيها الاشتباكات.
وقالت قناة سكاي نيوز في نبأ عاجل، إنّ هناك انتشاراً كبيراً لقوات الجيش قرب القصر الرئاسي في الخرطوم، فيما نقلت عن شهود عيان القول إنه تمّ سماع دوي إطلاق نار مكثّف قرب محيط القيادة العامة للجيش السوداني بالخرطوم.
وحصلت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على تخوم القصر الرئاسي وقيادة الجيش وإقامة عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش، وسط حالة هلع وهروب جماعي لمواطنين من وسط المدينة وجنوبها.
وأغلق الجيش الجسور والطرق المؤدية للقصر الرئاسي وسط الخرطوم بالمدرعات الثقيلة، كما نشر مدافع ومركبات مدرعة في مدينة أم درمان.
ونقلت قناة الجزيرة عن مصدر في الجيش قولَه، إنّ القوات المسلحة تتعامل مع محاولة للسيطرة على مقرّ القيادة العامة من قبل قوات الدعم السريع.
الجيش السوداني يتهم الدعم السريع بحشد قوات داخل العاصمة وبعض المدن، وحذّر مما وصفَه بمنعطف خطير تمرّ به البلاد.
وقال قائد الفرقة الـ19-مشاة بمدينة مروي سليمان كمال الخضر، إنهم فوجئوا بدخول قوات الدعم السريع دون أيّ إخطار سابق، موضحاً أنّ قواته تعاملت مع تحركات قوات الدعم السريع بمسؤولية وحكمة حتى تجنّب البلاد تأثير أي مواجهات.
وأشار إلى أنّ المنطقة لم تكن بحاجة إلى أي قوات إضافية لتأمينها، إذ إنّ الجيش السوداني يقوم بتلك المهمة وفق القانون والدستور، بحسب تعبيره.
وكشفت نقابة أطباء السودان، عن سقوط قتلى من المدنيين في الاشتباكات الدائرة بين الدعم السريع والجيش السوداني.
السودان غارق في أزمة سياسية عاصفة، حيث تعثّرت في الآونة الأخيرة المحادثات الرامية إلى صياغة اتفاق سياسي نهائي يكون من بين بنوده دمج قوات الدعم السريع في الجيش في إطار زمني محدد، ويمهّد الطريق لتشكيل حكومة مدنية.
وتصاعدت الخلافات بين العسكريين والقوى المدنية، خلال الأسابيع الاخيرة، ضمن جهود التوصّل إلى اتفاق سياسي نهائي، وفشلت المفاوضات في التوصل إلى اتفاق، بسبب خلافات بين قادة الجيش والدعم السريع، حول الفترات الزمنية، لإدماج الدعم السريع في الجيش.
وظهرت هذه الخلافات إلى العلن، بعد نشر قوات الدعم تعزيزات عسكرية لها حول قاعدة مروي الجوية شمالي السودان قبل أيام.
واعترض الجيش السوداني على هذه الخطوة، مؤكّداً أنّ قوات الدعم السريع لم تنسّق معه ولم تأخذ موافقة الجيش،
ما خلّف حالة من الهلع والخوف بين المواطنين وتعريض البلاد إلى مخاطر أمنية.