تقاريرسياسة

ضربات إسرائيل تقترب من خامنئي.. لكن “قبضته مازالت قوية” في إيران حتى وهو في الـ86 من العمر

لماذا لم يعد خامنئي قادرًا على حماية مقربيه؟

بعد ما يقارب 35 عامًا من توليه منصب المرشد الأعلى لإيران، لا يزال آية الله علي خامنئي (86 عامًا) يمسك بزمام السلطة بقوة، رغم التحديات المتزايدة داخليًا وخارجيًا. فقد نجح في تحويل إيران إلى قوة إقليمية مؤثرة، معتمدًا على شبكة معقدة من الحلفاء العسكريين والأمنيين، لكن الضربات الإسرائيلية الأخيرة بدأت تضيق الدائرة المحيطة به.

من “خليفة ضعيف” إلى زعيم لا يُنازع

عندما خلف الخميني عام 1989، كان يُنظر إليه على أنه شخصية ثانوية مقارنة بزعيم الثورة الإسلامية الكاريزماتيكي. لكنه بنى سلطته عبر:

  • تعزيز المؤسسات الأمنية مثل الحرس الثوري والباسيج لقمع أي معارضة.

  • السيطرة على الاقتصاد عبر مؤسسات شبه حكومية مثل “ستاد”، التي تدير مليارات الدولارات.

  • الهيمنة على القرارات الكبرى، سواء في السياسة النووية أو العلاقات مع الغرب.

محور المقاومة يترنح.. وخسائر في الدائرة المقربة

شهدت الأشهر الأخيرة ضربات موجعة للمحور الإيراني:

  • اغتيال قادة بارزين في الحرس الثوري، مثل حسين سلامي وأمير علي حاجي زادة.

  • مقتل حسن نصر الله (زعيم حزب الله) وإسقاط حليف إيران بشار الأسد في سوريا.

  • تراجع نفوذ إيران في العراق واليمن بعد ضربات إسرائيلية متكررة.

لكن خامنئي، بحسب مصادر مقربة منه، لا يزال يتحكم في صنع القرار، مستمعًا إلى مستشاريه لكنه صاحب الكلمة الأخيرة.

المرونة والقسوة.. سر بقائه

يمزج خامنئي بين التشدد الأيديولوجي والبراغماتية السياسية، كما ظهر في:

  • تأييده الاتفاق النووي 2015 لتخفيف العقوبات، ثم الانسحاب منه لاحقًا.

  • قمع الاحتجاجات الداخلية بعنف، كما حدث في 2009 و2022.

  • الرد على التهديدات الخارجية بخطاب متشدد، لكنه يتجنب المواجهة المباشرة مع أمريكا وإسرائيل.

مجتبى خامنئي.. الخليفة المرشح؟

برز نجله مجتبى خلال العقدين الماضيين كشخصية مؤثرة، حيث:

  • يتولى أدوارًا تنسيقية بين المؤسسات الأمنية والسياسية.

  • يبني تحالفات مع الحرس الثوري، مما يعزز فرصه في الخلافة.

  • يُعتبر الوريث الأكثر احتمالًا في نظام لا يزال يفضل التوريث داخل النخبة الدينية.

التحدي الأكبر: بقاء النظام

رغم العزلة المتزايدة، يرى محللون أن خامنئي يركز على ضمان استمرار الجمهورية الإسلامية، حتى لو كلفه ذلك تنازلات مؤلمة. فالعقوبات الاقتصادية والاحتقان الداخلي يهددان الاستقرار، لكن الجهاز الأمني المخلص يبقى حائط الصد الرئيسي ضد أي انهيار.

خامنئي، رغم تقدمه في السن وتراجع نفوذه الإقليمي، ما زال يمسك بخيوط اللعبة في إيران. لكن مع استمرار الضربات الإسرائيلية والضغوط الداخلية، قد تُختبر قوة نظامه كما لم يحدث من قبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى