
بعد عام على سقوط نظامه في سوريا وهروبه إلى موسكو في ديسمبر 2024، تعيش عائلة بشار الأسد حياة هادئة ومعزولة إلى حد كبير في العاصمة الروسية، بينما تحاول التكيف مع واقع جديد بعيداً عن السلطة.
روتين جديد للرئيس السابق:
يُقيم بشار الأسد، حسب مصادر مطّلقة، في المنطقة الراقية “روبلوفكا” في موسكو، والتي تستضيف أيضاً شخصيات أخرى مثل الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش. ويركز الأسد حالياً على دراسة اللغة الروسية وتحديث معرفته في مجال طب العيون، فيما يُشير أصحاب رأي إلى أنه قد يعود لممارسة المهنة مستقبلاً، مستهدفاً نخبة موسكو الأثرياء كزبائن محتملين.
صحة العائلة والوضع المالي:
أما زوجته، أسماء الأسد، فقد تعافت – حسب المصادر ذاتها – من مرض اللوكيميا (سرطان الدم) بعد خضوعها لعلاج تجريبي تحت الإشراف الروسي. ولا تواجه العائلة نقصاً مالياً، إذ يعتقد أنها نقلت جانباً كبيراً من ثروتها إلى موسكو قبل سنوات، بعيداً عن متناول العقوبات الغربية.
العزلة الاجتماعية والسياسية:
رغم الرفاهية المادية، تعيش العائلة في عزلة شبه تامة. فقد أدى هروب الأسد المفاجئ إلى تخلي العديد من حلفائه السابقين عنه، كما أن السلطات الروسية تحدّ من اتصالاته، فلا يُسمح له بالتواصل مع كبار مسؤولي النظام السوري السابق أو النخب الروسية. وتقتصر اتصالاته الخارجية – وفقاً لصديق مقرّب – على أفراد قلائل مثل منصور عزام (وزير شؤون الرئاسة السابق) ورجل الأعمال يسار إبراهيم.

الأبناء: صدمة وتكيّف:
أما أبناء الأسد، فيبدو أنهم يتأقلمون بشكل أفضل مع الحياة الجديدة في موسكو، وينعمون بحياة أبناء النخبة. وقد ظهروا علناً – من دون والدهم – في حفل تخرج ابنتهم زين (22 عاماً) من جامعة العلاقات الدولية الحكومية في موسكو (MGIMO) في يونيو الماضي. فيما يبدو أن الابن الأكبر حافظ (24 عاماً)، الذي كان يُعدّ كخليفة محتمل، قد انسحب من الحياة العامة بعد نشر فيديو على تلغرام في فبراير 2025 شرح فيه هروب العائلة، وسرعان ما تم تحديد مكان تصويره في شوارع موسكو.
وضعية سياسية هامشية:
بحسب مصدر قريب من الكرملين، فإن بشار الأسد أصبح شخصية “غير مهمة” بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والنخبة الحاكمة، التي لا تُبدي صبراً تجاه القادة الذين يفقدون السلطة. وقد سعى الأسد لترتيب مقابلات إعلامية (مع قناة “روسيا اليوم” وبودكاست أمريكي) لرواية قصته، لكنه بحاجة إلى موافقة روسية لا يبدو أنها قادمة. وقد أكد السفير الروسي في العراق، إلبروس كوتراشيف، في نوفمبر الماضي، أن الأسد ممنوع من أي نشاط سياسي أو إعلامي علني.
هكذا، تستقر عائلة الأسد السابقة في موسكو ضمن فقاعة من الرفاه المادي والعزلة الاجتماعية والسياسية، في فصل جديد من حياتها بعيداً عن الأضواء والسلطة التي اعتادتها لعقود في دمشق.



