مجتمع

ناشط جزائري يشعل النار في جسده أمام وزارة العدل احتجاجًا على ظلم قضائي

في مشهد مأساوي بث مباشر على فيسبوك، أقدم الناشط الجزائري فوزي عبد القادر زقوط على إشعال النار في جسده أمام مبنى وزارة العدل في منطقة الأبيار بالعاصمة، وذلك احتجاجًا على ما وصفه بالظلم المنهجي الذي تعرض له من قبل قاضٍ في محكمة فرندة بولاية تيارت.

تـفاصيل الحادث

ظهر زقوط، الذي يرتدي قميصًا أبيض وربطة عنق سوداء، في الفيديو وهو يسكب البنزين على جسده ويتحدث بهدوء عن معاناته، قائلاً: “خمس سنوات وأنا أتعرض للملاحقة بتهم ملفقة… كرامتي لا تُمس”.

ثم أشعل النار في نفسه أمام أعين رجال الأمن، الذين تدخلوا سريعًا لإخماد الحريق باستخدام طفاية حريق، قبل نقله إلى مستشفى زرالدة المتخصص في علاج الحروق، حيث تم الإعلان عن استقرار حالته.

تحذيرات مسبقة ومناشدة للرئيس

في منشورات سابقة على فيسبوك، كشف زقوط عن نيته الانتحار حرقًا، موجّهًا نداءً عاجلًا إلى الرئيس عبد المجيد تبون: “نموت بكرامة… القاضي في فرندة يلاحقني منذ سنوات بتهم كاذبة”.

كما أشار إلى أن الدافع وراء إقدامه على هذه الخطوة اليائسة هو “حملة قضائية مُمنهجة” تهدف إلى تشويه سمعته وإسكاته.

خلفية الناشط والملفات القضائية

يُعرف زقوط بنشاطه في العمل التطوعي وحملات مساعدة المحتاجين، لكنه واجه في السنوات الأخيرة متابعات قضائية بتهم مثل “ممارسة نشاط جمعوي بدون ترخيص” و”التحريض على التجمهر”.

وقد نُقل عن مصادر قضائية أنه كان خاضعًا للإفراج مع وجود التزامات بالرقابة القضائية قبل الحادث.

تحقيق رسمي وردود فعل

أصدر وكيل الجمهورية في محكمة بئر مراد رايس بيانًا أكد فيه فتح تحقيق لتحديد ملابسات الحادثة، مشيرًا إلى أن زقوط كان برفقة شخصين أحدهما هرب والآخر سجل الفيديو ونشره على وسائل التواصل.

كما لفت إلى أن القضية لا تزال قيد الدرس، وسط تساؤلات حول دوافع اليأس التي دفعته إلى هذه الخطوة .

هذا الحادث أثار صدمة في الأوساط الجزائرية، حيث أعاد الجدل حول حقوق النشطاء وضمانات المحاكمات العادلة، خاصة في ظل اتهامات متكررة بـ”استغلال القضاء لتصفية الحسابات السياسية أو الشخصية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى