تقاريردولي

تقرير.. كواليس إقالة رمطان لعمامرة وتفاصيل الصراع مع عبد المجيد تبون

بثت قنوات تلفزيونية رسمية في الجزائر في نشراتها في 16 مارس الماضي بأن تعديلا وزاريا مرتقبا، وبدأت التساؤلات عمن سيحل محل وزير الخارجية رمضان لعمامرة، حيث انه على عكس 10 وزراء آخرين الذين أطيح بهم، كان مصيره قد حُدد قبل أسابيع.

وحسب موقع “ميدل إيست آي” فإن رمطان لعمامرة الذي شغل منصبه منذ يونيو 2021 وترأس الديبلوماسية الجزائرية على مدى 3 سنوات لم يكن مؤيدًا للرئيس عبد المجيد تبون.

وأشار المصدر إنه منذ 2019 عامه الأول في المنصب، كان عبدالمجيد تبون يضع نصب عينيه تعيين دبلوماسي مشهور آخر، صبري بوقدوم ، وزيرًا للخارجية،

لكن حاشيته اعتبروا أيضًا أن العمامرة مناسب للوظيفة، حيث عمل لعمامرة منصب وزيرة الخارجية في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وكان يُنظر إليه على أنه دبلوماسي يتمتع بشخصية كاريزمية وصاحب علاقات جيدة.

و أوضح الموقع فإنه بعد بضعة أشهر في من تعيينه في المنصب، ظهرت أصوات معارضة في دوائر معينة في البلاد،

تهمس أن لرمطان لعمامرة “طموحات رئاسية” تعود إلى عام 2019، بعد سقوط بوتفليقة، الذي أجبرته ثورة الحراك الشعبية على الاستقالة.

وكشف مصدر دبلوماسي لموقع “ميدل إيست آي” أن “عدد من القرارات اتخذت دون علمه.

والأسوأ من ذلك، طُلب من وسائل الإعلام الحكومية عدم الإعلان عن أنشطته”.

كما أخبر وزير سابق الصحيفة، أن لعمامرة غاضبًا “قدم استقالته 3 مرات” العام المنصرم.

ومع ذلك، “لن يجرؤ على الترشح للرئاسة في حال قدم تبون نفسه”. ورُفضت الاستقالات الثلاث،

وكان العمامرة يعاود الظهور بعد عدة أيام، وغالبًا ما يقوم بجولات في دول إفريقية أو عربية.

في اليوم التالي للخلاف بين الجزائر وباريس، أعلنت وسائل إعلام رسمية جزائرية أن الرئيس

وافق على تعديل دبلوماسي أثر على السفراء والقناصل في عدة عواصم حول العالم.

وبحسب الموقع فقد همشت الرئاسة وزير الخارجية مرة أخرى، لكن بعض المصادر الإعلامية لديها رواية مختلفة للأحداث.

وقال صحفي مطلع على الأمر “قدم العمامرة قائمة السفراء والقناصل الذين رفضتهم الرئاسة واستبدلتهم بأخرى”.

وتحدثت مصادر أخرى عن سبب إضافي لهذا الانقسام: فقد قرر الرئاسة تخصيص ميزانية قدرها مليار دولار للوكالة الجزائرية للتعاون الدولي – الملحقة برئاسة الجمهورية – لتمويل مشاريع تنموية في عدد من الدول الإفريقية.

و قال أحد الصحفيين إن العمامرة لم يعجبه ذلك و “كان يريد أن يتعامل مع الملف من قبل دائرته”.

لكن العمامرة التزم الصمت وانسحب من أعين الجمهور، حيث قد توقف لفترة وجيزة، وفي 23 فبراير ظهر عندما تلقى نسخًا من أوراق اعتماد السفراء الجدد في الجزائر العاصمة.

كما حضر حفلًا تم تنظيمه على شرف أعضاء الحماية المدنية الجزائرية الذين شاركوا في جهود الإنقاذ في أعقاب الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا وسوريا .

لكن بغض النظر عن هذه الأحداث، فجميع الاستقبالات الأخرى، بما في ذلك استقبالات الوزراء الذين أتو إلى الجزائر،

قد نظمها أمين عام الوزارة، عمار بلاني. وبحسب الموقع، فقد سادت التكهنات حول غياب لعمامرة، وبدأت الشكوك تتبدد.

عندما جاء الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني إلى العاصمة في زيارة رسمية، كان بيلاني لا يزال مسؤولاً عن حفل الاستقبال،

إلى جانب تبون وغيره من كبار المسؤولين. وهو الأمر نفسه بعد وصول مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ، جوزيب بوريل،

إلى مطار الجزائر العاصمة ، ملفتة للنظر: التقى به مسؤول من وزارة الخارجية. ثم توقف برنامج زيارته عن طريق مأدبة غداء تم التخطيط لها في البداية مع لعمامرة.

مرة أخرى كان بيلاني هو الذي حل محل رئيسه على الطاولة. وخلافا لكل التوقعات، لم يعين بلاني محله العمامرة،

كما اقترحت وسائل الإعلام والدبلوماسيون، بمن فيهم أولئك الذين رافقوا بوريل. استدعى الرئيس أحمد عطاف لرئاسة وزارة الخارجية التي قادها في التسعينات.

وكان الدبلوماسي البالغ من العمر 70 عامًا خارج الخدمة حوالي 24 عامًا.

ويشتهر عطاف بكونه “رجل تسوية”، ودبلوماسي قديم

و غير مثير للانقسام، وهي صفات لم يثبتها بعد منذ توليه منصبه أما لعمامرة

فالبعض يتوقع مستقبلاً واعداً بالنسبة له، بينما يعتقد آخرون أن مسيرته انتهت، حتى لو كان المستقبل يحمل عدة مفاجآت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى